عند الحديث عن اللجوء او إعادة التوطين، يُلاحَظُ وجود ضعف شديد عند معظم الناس في المعلومات الاساسيه و الفروق بين اللجوء و اعاده التوطين. لربما ليست بالمعضله الكبيره ان كانت المساله تتعلق فقط بقراءة مقاله او صحيفه اخباريه، ولكن فقر المعلومات في اساسيات و فروق انواع الهجره قد يؤدي الى كارثه بمعنى الكلمه اذا كان الامر متعلقا باتخاذ قرار مصيري كقرار تقديم طلب لجوء
إن بدأنا بتعريف مصطلح الهجره كمفرد لغوي، فالهجره تعني بكل بساطه الانتقال بشكل دائمي من مكان الي اخر ولذلك يقال “هاجر الرسول من مكه الى المدينه” بمعنى انه ترك مكه وانتقل الى المدينه بشكل دائم
اما اللجوء فهو صفة قانونية مؤقته قوامها حماية تُمنح لشخص غادر وطنه خوفا من الاضطهاد أو التنكيل أو القتل بسبب مواقفه أو آرائه السياسية أو جنسه أو دينه
ماذا اذا عن اعاده التوطين؟ بدون التغلغل الى اصول كلمه “التوطين” والتي تعني مجموعة الأفعال التي تعمل على جعل الأشياء أو الأشخاص أكثر محلية لصناعه “وطن” لهم، فبكل بساطه لا يعني مصطلح اعاده التوطين اكثر من مجموعة الأفعال التي تعمل على جعل الأشياء أو الأشخاص أكثر محلية ومحاوله صناعه “وطن جديد” لهم
تعريف هذه المصطلحات لغويا فقط لا يكفي اذ ان كل من “نزح” من بلده خوفا يحاول “اللجؤ” الى مكان آمن و”الهجره” الى ذلك المكان محاولا لصنع “وطن جديد” لنفسه وعائلته، ولذلك يتوجب علينا الولوج الى اعماق الاهداف السياسيه و شروط واليات عمل انضمه اللجؤ و اعاده التوطين من اجل ادراك الفرق بينهم
اللجوء
مفهوم اللجوء متشابه فى كافة دول العالم وينظم تحت ميثاق دبلن للبصمات، ولكن ألية العمل على طلبات اللجوء فى كندا واستراليا تختلف عن أليه اللجوء فى اوروبا، فمثلا فى كندا وأستراليا يمكن للشخص التقدم بطلب لجوء عن طريق السفارة الكندية أوالسفارة الأسترالية، أما ألية اللجوء فى دول أوروبا تختلف تماما ولا تتيح التقدم بطلب لجوء عن طريق السفارات بل يتوجب على طالب اللجوء التقدم بطلبه بعد الوصول للدولة الاوروبية المعنيه. اذا ألية اللجوء فى اوروبا هو سفر الشخص إلى الدولة بعينها وطلب اللجوء والحماية لديها، وهنالك من يطلب اللجوء خوفاً من القتل، أو خوفاً من التعذيب، أو خوفاً من السجن أو الإضهاد، وذلك نتيجة الإنتماء لجماعة أو حزب معين، أو بسبب النزاعات والحروب الداخلية، فتوفر له دولة اللجوء الحماية و يحصل اللاجئ على المساعدات المادية والمعنوية وسبل العيش مثل السكن والطعام والشراب وماشابه
هنا يتوجب علينا اضافه معلومه امكانيه تقديم طلب الجوء عن طريق ال “المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين” فلكل دولة حصة سنوية بأعداد معينة من اللاجئين، وبناءً على ذلك تمنح هذه الدول من خلال المفوضية السامية تأشيرات حماية للإقامة والعيش على أراضيها لمن تنطبق عليه الشروط التي تم ذكرها، أو من لديه أسبابه الخاصة، بعد ان يثبت صاحب الطلب صحه اقواله. أما من ثبت عليه شك بنسبه مقنعه للجنه التحكيم بآن الهدف من طلبه اقتصادي بحت، او من تعتبره لجنه التحكيم “ليس بحاجه للحماية بعد اليوم” بسبب تغير المناخ السياسي في بلده يرفض طلبه لجؤه و يحال ملفه الى الشرطه لتنفيذ قرار التسفير القصري
إعادة التوطين
إعادة التوطين برنامج متكامل له شروط خاصة ويتكون من عدة أنظمة وعدة تأشيرات، مثل تأشيرة الحرفيين، تأشيرة العمالة الماهرة وغيرها، ويتم العمل على ملف إعادة التوطين الخاص بالشخص وهو داخل بلده او بما يسمى بالدوله المضيفه، ويقوم الشخص بتنظيم أوراق ومتطلبات الهجرة الخاصة به بنفسه أو بمساعدة محامى او مراكز رسميه متخصصه بتوثيق طلبات إعادة التوطين
الشخص الموطن أوالشخص الذى تم توطينه هو الشخص الذى تم منحه حق التوطين فى البلاد التى تعمل بقانون التوطين ومنها أمريكا وكندا، و يتمتع الشخص الموطن بكامل الحقوق التى يمتلكها صاحب جنسية البلد التى تم توطينه بها ، والشخص الذى يتم توطينه يتمتع بإمتيازات كبيرة عكس طالب اللجوء ، ويتساوى اللاجئ والشخص الموطن فى الحقوق بعد حصول اللاجئ على جنسية البلد التى كان لاجئا فيها، والشخص الموطن بعكس اللاجئ لأن اللاجئ غالبا ما يذهب لأى بلد يريد وبأى طريقة و غالبا ما تكون طرق غير قانونية، ثم يتقدم بطلب لجوء لهذا البلد، أما الشخص الموطن يتقدم بطلب توطين إلى مراكز معتمده من قبل مكتب المعلومات التابع للأمم المتحدة والأمم المتحدة هى من يختار بلدا مناسبا للتوطين بعد دراسه ملفه وابداء الشخص رغبته للهجرة للبحث عن حياة ومستقبل أفضل
إعادة التوطين واحدة من مجالات سياسات الهجره التي لم يُسلَّط كثير من الضوء عليها، إذ غالباً ما يُنظَر إليها على أنّها عملية خيرية في أساسها وأنَّها وسيلة تعزز من إيمان البلدان البعيدة ومنظمات المجتمع المدني بأنَّها ’تصنع الفرق‘. ولكن الحقيقة بعيده عن ذلك اذ ان الهدف الرئيسي فعليا هو عمليات اعاده توزيع الكفائات بين الدول .ورغم الأهمية التاريخية والثقافية التي حظيت بها إعادة التوطين في البلدان الرئيسية التي تعيد توطين اصحاب الكفاءات فيها كالولايات المتحدة الأمريكية وكندا وأستراليا، ما زال الغرض من إعادة التوطين ونتائجه المتوخاة غائبين عن معظم النقاشات أو الدراسات
وفي الواقع، كثير من سياسات إعادة التوطين الأوروبية ظهرت مؤخراً كاستجابات لحظية مرتجلة ’لأزمة‘ اللجوء الأوروبية، ومن أمثلة ذلك توسيع المملكة المتحدة لتغطية خطتها المتعلقة بإعادة نقل الأشخاص المستضعفين لتضمن 20 ألف سوري، ولم يأت ذلك الإجراء إلا لسبب واحد فقط وهو ظهور صورة رفات الطفل اللاجئ السوري آلان كردي على جميع الصفحات الأولى للصحف البريطانية، إذ بعد يوم واحد من نشر تلك الصور أصبحت إعادة التوطين حلاً. لو توقفنا هنا لذرفت اعيننا فرحا من موقف المملكه المتحده باتجاه الاخوه السوريين ولكن اذا تعمقنا قليلا في دراسه النتائج لوجدنا ان ٤٢% ممن تم اعاده توطينهم هم اطباء اسنان, مهندسين و مدرسين ثانويه , و٣٩ % حرفيين ككهربائيين، نجارين و ميكانيكيين وعندها تتضح الصوره الفعليه لما تم ترجمته في اللغه الغربيه الى “اعاده توطين” اذ انها فعليا عمليه “استيراد موارد بشريه” و توزيع الكفائات الناتجه عن مناخ سياسي صعب ادى الى نزوح هذه الموارد
اذا، وبكل بساطه، فإن الية اعاده التوطين هى عملية توطينية تتم من خلال السفارات والقنصليات عن طريق طلبات موثقه من قبل مكتب المعلومات وتهدف الدول من خلال برامج “هجره اعاده التوطين” إلى توفير عمالة ماهرة تشغل وظائف موجودة على أرضها لا يوجد من يشغلها من مواطنيها، أو يوجد من يشغلها ولكن ليس بالعدد الكافي. ربما حقيقه صادمه، ولكنها قاعده تعطينا المفتاح الذهبي لمعرفه طريقه انشاء ملف اعاده توطين ناجح ذو نسبه قبول اعلى.